لصدقه عليه ، فيه ما فيه.
وفي «المنتهى» عند ما نقل عن أبي حنيفة قوله بكفاية وضع الجبهة في الفريضة ، واستدلاله بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سجد وجهي» ، أجاب بأنّ التخصيص بالذكر لا يدلّ على نفيه عمّا عداه ، ثمّ قال : قوله : وضع الجبهة يسمّى سجودا ، قلنا : ممنوع (١) ، انتهى.
وظاهر الفقهاء القدماء والمتأخّرين اتّحاد هذه السجدة مع سجدة الصلاة ، لأنّهم عرّفوا سجدة الصلاة ، بل وربّما نقلوا خلافا ، ورووا وحقّقوا ونقّحوا ، وبعد الفراغ عن الصلاة حكموا باستحباب هذه السجدة ، من دون تعرّض لكون المراد منها ما ذا أصلا ، مع أنّها عبادة توقيفيّة بالبديهة.
ومع ذلك ربّما استثنوا بعض ما اعتبر في سجدة الصلاة ، وتعرّضوا للاستثناء والتفاوت ، مثل أن قال الشيخ في «الخلاف» : ليس في سجدة الشكر الافتتاح ، ولا تكبيرة السجود ، ولا تشهّد ، ولا تسليم (٢).
وأيضا كلّهم أو جلّهم صرّح باستحباب إلصاق الصدر ، بل البطن أيضا بالأرض ، وافتراش الذراعين ، وغير ذلك ممّا ذكر المصنّف ، وورد ذلك في الروايات (٣) ، وكذا الحال في ذكرها في حالة السجدة.
وبالتأمّل في الكلّ يظهر ظهورا تامّا أنّ البواقي حالها حال سجدة الصلاة ، وأنّه لو كان فيها تفاوت أيضا لذكروا البتّة ، بل كان أولى بالذكر بالنسبة إلى الآداب التي تعرّضوا لها ، ويظهر من ذلك أنّ الظاهر من الأخبار أيضا كذلك.
__________________
(١) منتهى المطلب : ٥ / ١٤٥.
(٢) الخلاف : ١ / ٤٣٧ المسألة ١٨٤.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٧ / ١٠ الباب ٣ ، ١٢ الباب ٤ ، ١٣ الباب ٥ من أبواب سجدتي الشكر.