التمكّن منه باطل ، إلّا أن يستلزم ذلك حرجا ، أو يخاف من بروز ذلك ، لعدم وثوقه بعدم الإبراز ، أو لعدم تماميّة وثوقه به ، والله يعلم.
واعلم! إنّه ربّما كانت الصلاة معهم تخالف التقيّة ، وتركها أنسب إلى التقيّة ، كما هو الحال في زماننا في بلادنا ، أنّ من ترك الصلاة معهم وهجرهم بالمرّة ، ولم يخالط معهم بالكليّة ، أسلم حالا ممّن يصلّي معهم ، فإنّهم يحتسبون عن أحواله إلى أن يظهر عليهم حاله ولو بالغ في التقيّة غاية المبالغة ، كما أنّهم قتلوا شخصا ، بل وأزيد كانت صلاتهم في جميع الأوقات خلفهم وفي غاية المبالغة في التقيّة كان سلوكهم ، ولذا ورد أنّ الإنسان أبصر بنفسه في معرفة التقيّة ، والحوالة فيها صارت إلى معرفته بنفسه.