وممّا ذكر ظهر فساد الاستدلال المشهور بصحيحة علي بن جعفر أنّه سأل أخاه موسى عليهالسلام عن المرأة تؤمّ النساء ما حدّ رفع صوتها بالقراءة والتكبير؟ قال : «قدر ما تسمع» (١) للاتّفاق على إمامتها في الجملة ، مع أنّ هذا الإطلاق في كلام الراوي ذكر لبيان حكم آخر ، فتدبّر!
وأجاب في «المنتهى» عن أخبار السيّد بالندرة ، وعدم قائل بها (٢) ، وفيه ما فيه.
بل عرفت أنّ الصدوق وثقة الإسلام والجعفي وابن الجنيد أيضا قالوا بها (٣) ، بل ربّما كان غيرهم أيضا ، وليس عندي من كتب القدماء ، ولذا اختار في «المختلف» عدم الجواز (٤) ، وهو آخر تصانيفه على ما سمعت.
قوله : (وأن يكون مؤمنا عادلا طاهر المولد).
اشتراط الامور المذكورة مقطوع به في كلام الأصحاب مدّعى عليه الإجماع ، بل غير خفي كونه إجماعيّا ، بل شعار الشيعة اشتراط الإيمان والعدالة.
بل نقل بعض أهل السنّة إجماع أهل البيت عليهمالسلام على اشتراط العدالة فاختاره لهذا الاختيار كون إجماعهم حجّة (٥).
ثمّ أنّه يلزم من اشتراط العدالة اشتراط طهارة المولد أيضا ، لأنّ ولد الزنا شرّ الثلاثة.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٦٣ الحديث ١٢٠١ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٦٧ الحديث ٧٦١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٣٥ الحديث ١٠٨٣١.
(٢) منتهى المطلب : ٦ / ١٩٦.
(٣) راجع! الصفحة : ٢٧٤ و ٢٧٥ من هذا الكتاب.
(٤) مختلف الشيعة : ٣ / ٦٠.
(٥) نقل عنه في ذخيرة المعاد : ٣٠٢.