وروى العامّة عن أنس قال : ما صلّيت خلف أحد قطّ أخفّ ولا أتمّ صلاة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
وعن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من صلّى للناس فليخفّف ؛ فإنّ فيهم السقيم والضعيف» (٢).
لكن الذي يظهر من الصحيح والمعتبر من أحاديثنا أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان يخفّف إلّا إذا سمع بكاء صبيّ.
مثل صحيح عبد الله بن سنان ، عن الصادق عليهالسلام قال : «صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الظهر والعصر فخفّف الصلاة في الركعتين الأخيرتين ، فقال له الناس : أحدث في الصلاة شيء؟ قال : وما ذلك؟ قالوا : خفّفت في الأخيرتين ، فقال : أما سمعتم صراخ الصبي؟!» (٣).
ومرسلة الصدوق : «إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان (٤) يؤمّ أصحابه فيسمع بكاء الصبيّ فيخفّف الصلاة» (٥).
وكيف كان ؛ عدم التطويل مطلوب ؛ لما مرّ من أنّ معاذا قرأ سورة طويلة في الجماعة فمنعه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك ، وقال له : «إيّاك أن تكون فتّانا ، عليك بالشمس وضحيها وذواتها» (٦).
ويدلّ عليه الاعتبار الصحيح بعد الأخبار ، منها موثّقة سماعة المتضمّنة
__________________
(١) صحيح مسلم : ١ / ٢٨٧ الحديث ١٩٠ مع اختلاف يسير.
(٢) صحيح مسلم : ١ / ٢٨٦ الحديث ١٨٥ مع اختلاف يسير.
(٣) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٧٤ الحديث ٧٩٦ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤١٩ الحديث ١١٠٦٢ مع اختلاف يسير.
(٤) في المصدر زيادة : ذات يوم.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٥٥ الحديث ١١٥٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٢٠ الحديث ١١٠٦٦.
(٦) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٥٥ الحديث ١١٥٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٢٠ الحديث ١١٠٦٥.