فلا وجه لمتابعته خصوص صاحب «المدارك» من بين المتقدّمين والمتأخّرين من فقهائنا ؛ إذ عرفت أنّ العلّامة لا تأمّل له في الاستحباب ، بل تأمّله في كونه مدركا لفضيلة الجماعة ، وإن تابع الإمام في السجدة الأخيرة ، بل وإن تابعه في كلا السجدتين.
قوله : (وخيّره). إلى آخره.
فيه ؛ أنّ التخيير المذكور ليس مختصّا بـ «المعتبر» ، بل العلّامة وغيره من المتأخّرين شاركوه (١) ، وإن كان الإتيان به ربّما لا يخلو عن رجحان ، بملاحظة ما ورد في الأخبار الاخر ، من أنّ التشهّد بركة (٢) ، مع أنّه ذكر ، وذكر الله حسن في كلّ حال (٣).
مضافا إلى رجحان إرادة سلوك طريقة الجماعة المعروفة المعهودة من لفظ الدخول في الجماعة والدخول مع المأموم والدخول مع الإمام ، سيّما لفظ الدخول مع المأموم ، فإنّه ظاهر في موافقته إيّاه وسلوكه مسلكه.
قوله : (والصحاح المستفيضة).
أقول : هي صحيحة الحلبي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إذا فاتك شيء مع الإمام فاجعل أوّل صلاتك ما استقبلت منها ، ولا تجعل أوّل صلاتك آخرها» (٤).
ومثلها صحيحة عبد الرحمن بن الحجّاج ، وصحيحة زرارة ، وسنذكرهما.
__________________
(١) منتهى المطلب : ٦ / ٣٠٠ ، رسائل المحقق الكركي : ١ / ١٢٨.
(٢) الكافي : ٣ / ٣٨١ الحديث ٣ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٧٠ الحديث ٧٧٩ ، ٢٨١ الحديث ٨٣٢ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤١٦ الحديث ١١٠٥٦.
(٣) الكافي : ٢ / ٤٩٧ الحديث ٨ ، وسائل الشيعة : ٧ / ١٤٩ الحديث ٨٩٧٢.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٦٣ الحديث ١١٩٨ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٨٦ الحديث ١٠٩٧٤.