هجوعي ، وقلّ قيامي ، وهذا السحر وأنا استغفرك لذنوبي ، استغفار من لا يجد لنفسه ضرّا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، ثمّ يخرّ ساجدا صلوات الله عليه (١).
ونقل عن «المعتبر» أيضا أنّه سمّاه قنوتا (٢) ، وفيه ما فيه.
وربّما اعتذر بعض العلماء ، بأنّ القنوت ليس إلّا الدعاء (٣).
وفيه ، أنّه على هذا ، لا وجه للاقتصار على القنوتين في المقام ، فإنّ الدعاء في السجود ، وبعد السجدتين وغير ذلك موجود ، بل الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا ، دعاء مستحبّ في كلّ ركوع وسجود وقيام ، كما مرّ.
مع أنّ القنوت له آداب ومستحبّات ، من رفع اليد بعد التكبير له ، مستقبل القبلة ، بطنها إلى السماء ، والنيّة.
وفي «المنتهى» جوّز كون قنوت الوتر قبل الركوع وبعده ، لرواية عمّار عن الصادق عليهالسلام : عن الرجل ينسى القنوت في الوتر أو غيره ، قال : «ليس عليه شيء» ، وقال : «وإن ذكره وقد أهوى إلى الركوع قبل أن يضع يده إلى الركبتين فليرجع قائما فليقنت ثمّ ليركع ، وإن وضع يديه على ركبتيه فليمض في صلاته وليس عليه شيء» (٤).
ثمّ قال : فهذه الرواية تدلّ على أنّ القنوت قبل الركوع ورواية بعض أصحابنا عن أبي الحسن عليهالسلام يدلّ على أنّه بعد الركوع (٥) ، وكلاهما حسن (٦) ، انتهى.
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٢٥ الحديث ١٦ ، مستدرك الوسائل : ٤ / ٤١٤ الحديث ٥٠٤٥ مع اختلاف يسير.
(٢) نقل عنه في ذكرى الشيعة : ٣ / ٢٨٥ ، لاحظ! المعتبر : ٢ / ٢٦ و ٢٤١.
(٣) ذكرى الشيعة : ٣ / ٢٨٣.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٣١ الحديث ٥٠٧ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٢٨٦ الحديث ٧٩٨٤ مع اختلاف يسير.
(٥) الكافي : ٣ / ٣٢٥ الحديث ١٦ ، مستدرك الوسائل : ٤ / ٤١٤ ، الحديث ٥٠٤٥.
(٦) منتهى المطلب : ٥ / ٢٢٤.