ويدلّ عليه أيضا قوله تعالى (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) (١) والأخبار الكثيرة (٢) الواردة بمضمون الآيتين.
فبملاحظة جميع ما ذكر ، وجميع ما ورد عنهم عليهمالسلام من الأخبار الكثيرة التي لا تكاد تحصى في العمل بالقرآن (٣) ، مضافا إلى الآيات الدالّة عليه ، وكذلك الأخبار التي لا تكاد تحصى في الأخذ بما وافق القرآن ، وترك ما خالفه ، وكذلك في الأخذ بما اشتهر بين الأصحاب وترك الشاذّ ، وكذلك في الأخذ بما وافق الاعتبار وترك ما خالفه (٤) ؛ إذ معلوم أنّ في التأخير آفات.
وما مضى مضى ، وما سيأتيك فأين |
|
قم فاغتنم الفرصة بين العدمين |
إلى غير ذلك ، وملاحظة الإجماع على عدم بقاء الأمر في الصحيح المذكور على حاله ، وكون المراد منه الجواز ، ويترجّح في النظر قوّة المشهور ، ويؤيّده أيضا ما سيجيء في قضاء الفريضة.
لكن ورد في صحيحة بريد بن معاوية عن الباقر عليهالسلام أنّه قال : «أفضل قضاء صلاة الليل في الساعة التي فاتتك آخر الليل ، وليس بأس أن تقضيها بالنهار ، وقبل أن تزول الشمس» (٥).
وعن إسماعيل الجعفي أنّه قال : «أفضل قضاء النوافل قضاء صلاة الليل بالليل وصلاة النهار بالنهار» (٦).
لكن غير خفي اختلاف الحيثيّات ، وليس ذلك من خصائص المقام.
__________________
(١) البقرة (٢) : ١٤٨ ، المائدة (٥) : ٤٨.
(٢) وسائل الشيعة : ٤ / ٢٧٤ الباب ٥٧ من أبواب المواقيت.
(٣) بحار الأنوار : ٨٩ / ١٢ الباب ١.
(٤) بحار الأنوار : ٢ / ٢١٩ الباب ٢٩ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣١٦ الحديث ١٤٣٣ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٧٥ الحديث ٥١٤٨.
(٦) الكافي : ٣ / ٤٥٢ الحديث ٥ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٦٣ الحديث ٦٣٨ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٧٦ الحديث ٥١٥٢.