لكثرة الاستعمال ، وبنيت أوائلها على السكون ، وأدخل عليها مبتدأ بها همزة الوصل ، لأنّ من دأبهم أن يبتدؤا بالمتحرّك ويقفوا على الساكن. ويشهد له تصريفه على : أسماء ، وأسامي ، وسمّى ، وسمّيت. ومجيء «سمى» كـ «هدى» لغة فيه. والقلب بعيد غير مطّرد. واشتقاقه من «السموّ» لأنّه رفعة للمسمّى وشعار له. ومن «السّمة» عند الكوفيّين. وأصله : وسم ، حذفت الواو وعوّضت عنها همزة الوصل ليقلّ إعلاله. وردّ : بأنّ الهمزة لم تعهد داخلة على ما حذف صدره في كلامهم. وفي لغاته : سم وسم.
والاسم غير المسمّى ، لأنّه يتألّف من أصوات متقطّعة غير قارّة ، ويختلف باختلاف الأمم والأعصار كالعربيّ القديم والجديد ، ويتعدّد تارة كالألفاظ المترادفة ، ويتّحد أخرى كالأسماء المشتركة ، والمسمّى لا يكون كذلك.
ولم يكتب الألف على ما هو وضع الخطّ لكثرة الاستعمال. وطوّلت الباء عوضا عنها. وعن عمر بن عبد العزيز أنّه قال لكاتبه : طوّل الباء ، وأظهر السينات ، ودوّر الميم.
و «الله» أصله إله ، فحذفت الهمزة وعوّض عنها حرف التعريف ، ولذا قيل في النداء : يا الله بقطع الهمزة ، كما يقال : يا إله ، إلّا أنّه مختصّ بالمعبود بالحقّ ، فإنّ الإله في أصله لكلّ معبود ثمّ غلب على المعبود بحقّ. ومعناه : أنّه الّذي يحقّ له العبادة لا غير.
واشتقاقه من أله إلاهة والوهة والوهيّة ، بمعنى عبد ، ومنه : تألّه ، أي : صار إلها ، واستأله أي : استعبد.
وقيل : من أله إذا تحيّر ، إذ العقول تتحيّر في معرفته. وأصله : ولاه ، فقلبت الواو همزة لاستثقال الكسر عليها. أو من : ألهت إلى فلان ، أي : سكنت إليه ، لأنّ القلوب تطمئنّ بذكره ، والأرواح تسكن إلى معرفته. أو من : أله ، إذا فرغ من أمر نزل