أحدكم ولا يكثرن نقص الصلاة ، فإنّه إذا فعل ذلك مرّات لم يعد إليه الشكّ.
وقال زرارة : إنّما يريد الخبيث أن يطاع ، فإذا عصي لم يعد إلى أحدكم (١).
أقول : هذا كالصريح في أنّ الشكّ إنّما هو من الشيطان ، وقد مرّ تمام الكلام ، ويأتي له مزيد تحقيق إن شاء الله.
التاسع والعشرون :
ما رواه الكليني في باب من حافظ على صلاته أو ضيّعها.
عن جماعة ، عن أحمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن حسين بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كلّ سهو في الصلاة يطرح منها ، غير أن الله يتمّ بالنوافل.
إنّ أوّل ما يحاسب به العبد الصلاة ، فإن قبلت ، قُبل ما سواها ، إنّ الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مشرقة تقول : حفظتني حفظك الله ، وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير (٢) حدودها ارتفعت (٣) وهي سوداء مظلمة تقول : ضيّعتني ضيّعك الله (٤).
أقول : المراد انّ كلّ سهو ينقض الصلاة فلا تقبل كلّها وكذلك تأخيرها
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٥٨ ح ٢.
(٢) في ب : يعني.
(٣) كذا في النسخ ، وفي المصدر : رجعت إلى صاحبها.
(٤) الكافي ٣ : ٢٦٨ ح ٤.