فصل
وممّا يدلّ على بطلان الحديث أيضاً اختلافهم في الخبر أنّ (١) الصلاة الّتي ادّعوا فيها ، والبناء على ما مضى منها ، أو الإعادة لها.
فأهل العراق يقولون : انّه أعاد الصلاة ، لأنّه تكلّم فيها ، والكلام في الصلاة يوجب الإعادة عندهم.
وأهل الحجاز ومن مال إلى قولهم يزعمون : انّه بنى على ما مضى ، ولم يعد شيئاً ، ولم يقض ، سجد لسهوه سجدتين.
ومن تعلّق بهذا الحديث من الشيعة يذهب فيه إلى مذهب أهل العراق ، لانّه تضمّن كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله في الصلاة عمداً ، والتفاته عن القبلة إلى من خلفه ، وسؤاله عن حقيقة ما جرى ، ولا يختلف الفقهاء وهم في ذلك يوجبون الإعادة (٢).
والحديث متضمّن (٣) انّ النبي صلّى الله عليه وآله بنى على ما مضى ولم يعد ، وهذا الاختلاف الّذي ذكرناه في هذا الحديث أدلّ دليل على بطلانه ، وأوضح حجّة في وضعه واختلاقه (٤).
__________________
(١) كذا في النسخ ، وفي المصدر والبحار : جبران.
(٢) كذا في النسخ ، وفي المصدر والبحار : فقهاؤهم في أنّ ذلك يوجب الإعادة.
(٣) في د : يتضمّن.
(٤) كذا في النسخ ، وفي المصدر والبحار : واختلافه.