ينبغي ، وأرجو ان تزول الشبهة بهذه الرسالة بالكلّيّة ، ويتّضح الحقّ عند كلّ من له بصيرة وروية ... ».
ومن المعروف انّ علماء الطائفة أجمعوا على رفع السهو والنسيان باستثناء ابن بابويه وشيخه ابن الوليد ، لذا نرى المصنّف رحمه الله يفرد فصلاً خاصّاً في الردّ عليهم.
ملاحظة حول عنوان الكتاب :
هناك مسألة جديرة بالمناقشة ؛ وهي أنّ الكثير من المؤلّفين الّذين تحدّثوا عن هذا الموضوع ومنهم شيخنا الحر العاملي حاولوا التفريق بين السهو والنسيان ، فعطفوا ب « الواو » بينهما ـ أي بين السهو والنسيان ـ وكان من الأفضل العطف ب « أو » ، لعدم وجود فرق جوهري بين اللفظين ، ولعدم طرح المسألة بعنوانين عند الأصحاب كما يظهر للمتأمّل.
وبالرغم من انّ الشيخ في استدلاله لا يفرّق بين مورد السهو ومورد النسيان ، لكنّا نجد ان عنوان الرسالة يتكرر في طيّات بحوث الرسالة بكثرة ممّا يوحي للقارىء بانّ هناك فرقاً بينهما.
والّذي يؤيّد كلامنا هذا ـ أي أفضلية العطف ب « أو » بدل « الواو » ـ هو إنّ القاموس عندما عرض لتفسير السهو ، فسّره بالنسيان ... ومن هنا يقال لمن نسي التشهد ، أنّ عليه سجدتي السهو.
نعم يمكن إبراز بعض المفارقات الخفيّة بينهما ، من قبيل أنَّ النسيان يطلق على الخفاء ، فمن خفي في ذهنه مطلب ما ، يقال له ناسي ، والسهو قد يطلق على من مضى في أمر مع كونه قاصداً لغيره ، دون خفاء الأوّل. فمن قرأ سورة التوحيد ، بدل الفاتحة ، هو ساه ، وليس ناسياً لأحدهما. نعم هو ناسي لما