الشيطان وليس للشيطان (١) على النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام سلطانٌ ، ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) (٢) وعلى من تبعه من الغاوين.
ويقول الدافعون لسهو النبيّ صلّى الله عليه وآله : إنّه لم يكن في الصحابة من يقال له : ذو اليدين ، وإنّه لا أصل للرجل ولا للخبر ، وكذبوا ! لأنّ الرجل معروف وهو أبو محمد عمير بن عبد عمرو المعروف بذي اليدين فقد نقل عنه المخالف والمؤالف ، وقد أخرجت عنه أخباراً في كتاب وصف [ قتال ] (٣) القاسطين بصفّين.
وكان شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد يقول : أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبيّ صلّى الله عليه وآله.
فلو جاز أن تردّ الأخبار الواردة في هذا المعنى ، لجاز أن تردّ جميع الأخبار ! وفي ردّها إبطال الدِّين والشريعة ، وأنا أحتسب الأجر في تأليف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي صلّى الله عليه وآله والردّ على منكريه إن شاء الله تعالى. (٤) « انتهى كلام ابن بابويه ».
__________________
(١) في د : الشيطان.
(٢) سورة النحل : ١٠٠ ، وذكر الآية هنا لا يناسب المقام لأنّها قي شأن الفسّاق أو الكفّار الذين يتولّونه ، ويفهم من كلام المصّف في ذكر الآية انّ السهو الشيطاني لا يكون إلاّ ممّن يتّخذ الشيطان له وليّاً مع انّ العلماء من المؤمنين يعرض لهم الشكّ في الصلاة ولم يتّخذوا الشيطان لهم وليّاً.
(٣) من المصدر.
(٤) راجع من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٥٨ ـ ٣٦٠.
أقول : خلاصة كلام
الصدوق قدّس سرّه أن ما يجوز السهو عليه إسهاه الله إيّاه لمصلحة كنفي الربوبيّة عنه حتى لا يُتّخذ ربّاً ، وإثبات انّه بشر مخلوق ، وإعلام الناس حكم سهوهم في
العبادات