وهو كما ترى ضعيف جداً لما يأتي بيانه ان شاء الله.
ونقله الشيخ المفيد رحمه الله في أوّل رسالته ، ثمّ ذكر بعده الكلام الذي نقلناه سابقاً.
واعلم إنّ الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان ، عند قوله تعالى : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا ـ إلى قوله ـ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ ) (١) نقل عن الجبائي أنّه قال : في هذه الآية دلالة على بطلان قول الإمامية في أنّ النسيان لا يجوز على الأنبياء.
ثمّ قال الطبرسي : وهذا [ القول ] (٢) غير صحيح ، لأنّ الإمامية لا يجوّزون السهو عليهم فيما يؤدّونه عن الله ، فأمّا ما سواه فقد جوّزوا عليهم أن ينسوه أو يسهوا عنه ما لم يؤدّ ذلك إلى إخلال بالعقل. (٣) « انتهى ».
وأقول : نقل الجبائي عن الإمامية صحيح كما عرفت ، ولم يعتبر قول من شذّ منهم ، واعتراض الطبرسي عليه حاصله :
إنّ الإمامية غير مجمعين على ذلك ، بل جوّز بعضهم السهو والنسيان فيجب حمل قوله : جوّزوا ، على معنى جوّز بعضهم ، وإلاّ كان الكلام غير
__________________
وأمثاله ، وأما السهو الذي يعترينا فإنّه من الشيطان ، والرسول صلّى الله عليه وآله منزّه عن ذلك ، وليس للشيطان عليه سلطان ولا سبيل ، فالسهو عند الصدوق نوعين نوع من الشيطان وهو مختص ببني البشر باستثناء المعصومين ، وسهو من الله والذي يشمل المعصومين وغيرهم لمصلحة يقدّرها الله سبحانه وتعالى.
(١) سورة الأنعام : ٦٨.
(٢) ليس في د.
(٣) مجمع البيان ٧ : ٣١٧.