أقول : كما ترى صريح في أنّ الأنبياء والأوصياء جامعون لجميع جنود العقل التي من جملتها العلم والتسليم والتذكّر والحفظ ، وخالون خالصون منزّهون عن جميع جنود الجهل التي من جملتها الجهل والشكّ والسهو والنسيان ، وهو واضح الدلالة على ما قلنا.
الثالث :
ما رواه الكليني أيضاً في باب اختلاف الحديث.
عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عبّاس ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ـ في حديث طويل يذكر في آخره حاله مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وانّه علّمه جميع علومه ـ قال : ودعا الله أن يعطيني علمها فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله ، ولا علماً أملأه [ عليّ ] (١) وكتبته ، منذ دعا الله لي بما دعا ، وما ترك شيئاً علّمه الله من حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي ، كان أو يكون ، ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفاً واحداً ، ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً.
فقلت : بأبي أنت واُمّي يا نبي الله ، منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئاً ولم يفتني شيء لم أكتبه ، أفتتخوّف عليّ النسيان فيما بعد ؟
__________________
(١) من « د » والمصدر.