فقال : لا ، لست أتخوّف عليك النسيان والجهل (١).
أقول : معلوم إنّ حال النبي صلّى الله عليه وآله اعظم من حال الإمام عليه السلام ، وظاهر أنّ كثيراً من الأشياء المذكورة ليست من قسم التبليغ ، وأنّه يستحيل نسيانه لشيء منها فيبطل الفرق.
وعلم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله يستحيل أن ينسى عدد صلاته ويحكم بأنّ الثنتين أربع ، مع علمه بأكثر ما كان ، وما يكون أن لم يكن كلّه ، وآخر الحديث مطلق عام في التبليغ وغيره.
الرابع :
ما رواه الشيخ رئيس الطائفة في التهذيب بإسناده عن عبد الله بن بكير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : هل سجد رسول الله صلّى الله عليه وآله سجدتي السهو قط ؟
قال : لا ، ولا يسجدها فقيه (٢).
قال الشيخ رحمه الله : الّذي أفتي به ما تضمّنه هذا الحديث.
وأمّا الأخبار الّتي قدّمناها من أنّ النبي صلّى الله عليه وآله سهى فسجد فأنّها موافقة للعامّة. (٣) انتهى.
وهو دالّ على محلّ النزاع بخصوصه صريح في معارضة حديث ذي الشمالين وردّه غير محتمل للتقيّة مع احتمال حديث ذي الشمالين أن
__________________
(١) الكافي ١ : ٦٢ ذيل ح ١ ، مفصلاً.
(٢) التهذيب ٢ : ٣٥١ ، عنه بحار الأنوار ١٧ : ١٠٢ ح ٨.
(٣) التهذيب ٢ : ٣٥١.