ـ يعني أتى الحسن ـ سليمان بن صرد ، وكان غائباً عن الكوفة ، وكان سيد اهل العراق ورأسهم ، فدخل على الحسن فقال : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين! فقال الحسن : وعليك السلام ، اجلس للّه ابوك. قال : فجلس سليمان وقال : أما بعد فان تعجّبنا لا ينقضي من بيعتك معاوية ، ومعك مائة الف مقاتل من أهل العراق ، وكلهم يأخذ العطاء ، مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم ، سوى شيعتك من اهل البصرة واهل الحجاز!! ».
أقول : وروى كل من المرتضى في « تنزيه الانبياء » ، وابن شهراشوب في « مناقبه » والمجلسي في « البحار » النص الكامل لما دار بين سليمان بن صرد ورفاقه ، وبين الحسن عليهالسلام. ولم يروِ أحد منهم عن سليمان أو اصحابه فيما عرضوا له من عدد الجيش ، أكثر من اربعين الفاً.
فابن قتيبة ينفرد برواية المائة الف عن سليمان ، كما ينفرد بالتعبير عن الصلح بلفظ « البيعة »!.
٨ ـ التصريح الذي فاه به زياد ابن أبيه ، يوم كان لا يزال عاملاً للحسن بن علي على فارس ، وذلك فيما أجاب به على تهديد معاوية اياه ، قال :
« ان ابن آكلة الاكباد ، وكهف النفاق ، وبقية الاحزاب ، كتب يتوعدني ويتهددني ، وبيني وبينه ، ابنا رسول اللّه في تسعين الفاً ( وعلى رواية في سبعين الفاً ) واضعي قبائع سيوفهم تحت أذقانهم ، لا يلتفت أحدهم حتى يموت. أما واللّه لئن وصل اليَّ ليجدني أحمز ضراباً بالسيف (١) ».
المناقشة :
وهكذا توفرت هذه النصوص بمختلف صيغها ، على أرقام فرضتها في
__________________
١ ـ اليعقوبي ( ج ٢ ص ١٩٤ ) ، وابن الاثير ( ج ٣ ص ١٦٦ ). ورواه الاول بتسعين الفاً ، والثاني بسبعين الفاً.