أما قداستها فطبيعية ثابتة لها ، ثبوتها للنبوة نفسها. ولا خليفة من خلفاء النص ، الا كان أقدس شخصية في الناس وأفضلهم.
وقديما كان موضوع « الخلافة » مثار شغب عنيف بين المسلمين ومصدر مآسٍ كثيرة مؤسفة في تاريخ الاسلام. وما كان من السهل ولا من الممكن يومئذ ، ما نظنه اليوم ممكنا وسهلاُ ، في موضوع تقريب الفريقين بعضهما من بعض ، وجمعهما على نصف من الرأي ، ينبذ به الخلاف ، ويؤخذ معه بالواجب من الاخوة وألنجوح الى الاصلاح.
وذلك هو ما يقتضيه الاهتمام بالجوهر دون الاعراض ، وبالدين الصحيح دون الاغراض ، وذلك هو الاسلام الذي يجب أن يتصل به المسلم الى الله على حقيقته ، دون أن تخدعه العنعنات أو العواطف أو المؤثرات.
وقضية الدين ـ وهو العلاقة بين العبد وربه وهو النقطة التي يرتكز عليها مسقبله في حياته الاخرى ـ لا تشبه القضايا الدنيوية التي يجوز عليها أن تخضع في الكثير من علاقاتها ، لهوى النفس أو لتقاليد البيئة ، أو لعواطف أو المؤثرات.
وقضية الدين ـ وهو العلاقة بين العبد وربه وهو النقطة التي يرتكز عليها مستقبله في حياته الاخرى ـ لاتشبه القضايا الدنيوية التي يجوز عليها أن تخضع في الكثير من علاقاتها ، لهوى النفس أو لتقاليد البيئة ، أو لعواطف الانسان وميوله وعصبياته.
أمّا صاحب الدين ،فلا همّ له في دينه الا الواقع مجرداً.
ولا نريد الآن ، في موضوع الخلافة ، الا جمع الكلمة على الواقع المجرد دون أيّ تصرّف أو تحريف.
فيعترف الشيعي بالخلافة ( من النوع الاول ) على واقعها يوم وقعت [ ولا ينبغي للاعتراف بأمرٍ ما أن يجاوز واقعه ] بوصفها سلطة عامة قائمة بين المسلمين ، لها ما تستحقه من الاطراء في كثير من آثارها في الاسلام.
ويعترف السني بالخلافة ( من النوع الثاني ) على واقعها ايضا بوصفها