هاتيك القضايا التي لعبت الاهواء في التحدث عنها وضعاً ورفعاً وجمعاً وتفريقاً ، وفقدت تحت تأثير هذا التلاعب المؤسف الذي لم يكن كله مقصوداً ، كما لم يكن كله غير مقصود ، روعة واقعها الاول. وكان من طبيعة هذا الوضع أن تختلف عليه الافهام ، ويكثر حوله النقض والابرام. وما هي الا كنموذج واحد من قضايا كثيرة في تاريخ الاسلام ظلمها التاريخ وجللها بالظلام.
وانهم ليعرفون ، وهم يؤرخون الحسن ، مكانة الحسن في التاريخ ويعلمون أنهم انما يكتبون عن « أحد الاحدين » في العالم الاسلامي كله.
فكيف بهم اذا جاوزوا فيما يؤرخون مثل هذه النقطة المركزة ، الى نقاط لا تبلغ في موضوعها خطورة امام؟.
لذلك يجب أن لا نطمع في موضوع [ معاوية وزعماء الشيعة ] بالحصول على الحقائق الكافية التي تملأ نهم البحث ، ولا بالوقوف على الاحصاءات الصحيحة التي تسدّ نطاق الموضوع ، بما يتناسب وحديث المدائني ، وتفاصيل سليم بن قيس.
ذلك لأن كل شيء من هذا القبيل ، وكل شيء من تاريخ الشيعة الصحيح ، قد طغت عليه التصرفات المعارضة ، وأكلته الاكاذيب المأجورة على طول التاريخ.
وليس لنا الآن ، الا أن نعود فنتسقط الاخبار من هنا ومن هنالك لنعرض شيئاً له صورته التاريخية التي نعتقد أنها ـ على فظاعتها ـ قليل من كثير ، وبعض من كل.
واليك الآن القائمة المحزونة التي تحمل أسماء هؤلاء بما فيهم من صحابة وتابعين ، ولندرس على ضوء هذه القائمة جواب معاوية على الشرط الخامس من شروط معاهدة الصلح. ثم لنتدرج مع فقرات هذا الشرط فيما نأتي عليه من فصول.