من الصحابي العابد الذي كان يصلي كل يوم وليلة الف ركعة ، ثم لا ذنب له الا أن ينهى عن المنكر ويريد الفرائض لوقتها؟! ـ أم للدنيا ، وقد خسروا في مقتل حجر صبابة معنوياتهم في التاريخ!!
وحاول زياد ان يقتل الكنديين بعضهم ببعض بما أمر به ابن الاشعث الكندي ، وكان ذلك من جملة الاساليب الرثة التي يتوارثها الحاكمون بأمرهم في الشعوب المغلوبة على أمرها في القديم والحديث.
وعلم حجر ما أراده زياد في الكنديين وأصحابهم فقال : « ولكن سمع وطاعة ».
ودارت الشرطة للقبض على الاسماء البارزة من مؤازريه ، فجمعوا تسعة من أهل الكوفة وأربعة من غيرها ـ برواية المسعودي ـ.
وعدهم ابن الاثير هكذا : « حجر بن عدي الكندي ، والارقم بن عبد اللّه الكندي ، وشريك بن شداد الحضرمي ، وصيفي بن فسيل الشيباني ، وقبيصة بن ضبيعة العبسي ، وكريم بن عفيف الخثعمي ، وعاصم بن عوف البجلي ، وورقاء بن سمي البجلي ، وكدام بن حيان ، وعبد الرحمن بن حسان العنزيان ، ومحرز بن شهاب التميمي ، وعبد اللّه بن حوبة السعدي التميمي ». قال : « فهؤلاء اثنا عشر رجلاً. واتبعهم زياد برجلين وهما : عتبة بن الاخنس من سعد بن بكر ، وسعد بن نمران الهمداني. فقوموا أربعة عشر رجلاً ».
ونشط ـ اذ ذاك ـ المشاؤون بالنميم ، وما كان أكثرهم في هذا البلد المنكوب!
ومكث حجر في سجن الكوفة عشرة أيام حتى جمعوا اليه من أصحابه من ذكرنا ، ثم أمر بهم فسيقوا الى الشام. وكان كل ما في الكوفة يدل على تمخض الوضع عن وثبة لا يدرى مدى بلائها على الحاكم والمحكوم.
ولكن زياداً فطن الى ذلك ، فأمر باخراجهم « عشية » ليتستر بالظلام ،