فيخفف من عرامة هذا الظلم المفضوح.
ونظر قبيصة بن ربيعة ـ أحد اصحاب حجر ـ فاذا هو يمر على داره في جبانة « عرزم » واذا بناته مشرفات يبكينه ، فكلمهن ووعظهن بما سنأتي على ذكره عند ترجمته ، ثم انصرف.
وانشأت ابنة حجر في احدى لياليها السود وقد قطع الخوف على أبيها نياط قلبها وهي تخاطب القمر ـ وقيل بل الابيات لهند بنت زيد الانصارية ترثي حجراً :
ترفّع أيها القمر المنير |
|
لعلك أن ترى حجراً يسير |
يسير الى معاوية بن حرب |
|
ليقتله كما زعم الامير |
ويصلبه على بابي دمشق |
|
وتأكل من محاسنه النسور |
تجبرت الجبابر بعد حجر |
|
وطاب لها الخورنق والسدير |
وأصبحت البلاد له محولاً |
|
كأن لم يحيها مزن مطير |
ألا يا حجر حجر بني عدي |
|
تلقتك السلامة والسرور |
أخاف عليك ما أردى علياً |
|
وشيخاً في دمشق له زئير |
فان تهلك فكل عميد قوم |
|
من الدنيا الى هلك يصير |
مقتله
وصاروا بهم الى عذراء ، وكانت قرية على اثني عشر ميلاً من دمشق ، فحبسوا هناك ، ودار البريد بين معاوية وزياد ، فما زادهم التأخير الا عذاباً. وجاءهم أعور معاوية في رهط من أصحابه يحملون أمره بقتلهم ومعهم اكفانهم فقال لحجر : « انَّ امير المؤمنين أمرني بقتلك يا رأس الضلال!! .. ومعدن الكفر والطغيان!! .. والمتولي لابي تراب ، وقتل أصحابك الا أن ترجعوا عن كفركم ، وتلعنوا صاحبكم وتتبرأوا منه » ـ فقال حجر وأصحابه : « ان الصبر على حد السيف لأيسر علينا مما تدعوننا