عبد الملك ومن الوليد ، ومن آخرين وآخرين.
كل ذلك كان يجب أن يستحث المسلمين الى الانتصاف للاسلام ، فلا يضيفون الى مراكزه الدينية العليا ، الا الاكفاء المتوفرين بتربيتهم على مثاليّته والذين هم أقرب الناس شبهاً بمصدر عظمته الاول (ص).
وعلمنا ـ مما تقدم ـ أن الحسن بن علي عليهماالسلام ، كان أشبه الناس برسول اللّه صلىاللهعليهوآله خلقاً وخلقاً وهيأة وسؤدداً (١). وانه كان عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك. وعلمنا أنه كان سيد شباب أهل الجنة في الآخرة. والسيد في الآخرة هو السيد في الدنيا غير منازع. و « السيد » المطلق لقبه الشخصيّ الذي لقبه به جدّه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
وعلمنا أنه كان أشرف الناس نسباً ، وخيرهم أباً واماً وعماً وعمة وخالاً وخالة وجداً وجدة. كما وصفه مالك بن العجلان في مجلس معاوية (٢).
فلم لا يكون ـ على هذا ـ هو المرشح بالتزكية القطعية للبيعة العامة. كما كان ـ الى ذلك ـ هو الامام المقطوع على أمره بالنص. ولم لا يضاف
__________________
١ ـ الارشاد ( ص ١٦٧ ) واليعقوبي ( ج ٢ ص ٢٠١ ) وغيرهما.
٢ ـ قال معاوية ذات يوم ـ وعنده اشراف الناس من قريش وغيرهم : « اخبروني بخير الناس اباً واماً وعماً وعمة خالاً وخالة وجداً وجدة » ، فقام مالك بن العجلان ، فأومأ الى الحسن فقال : « ها هو ذا ابوه علي بن ابي طالب ، وامه فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعمه جعفر الطيار في الجنان ، وعمته ام هانئ بنت ابي طالب ، وخاله القاسم ابن رسول اللّه وخالته بنت رسول اللّه زينب ، وجده رسول اللّه ، وجدته خديجة بنت خويلد ». فسكت القوم. ونهض الحسن. فاقبل عمرو بن العاص على مالك فقال : « أحب بني هاشم حملك على ان تكلمت بالباطل؟ ». فقال ابن العجلان : « ما قلت الا حقاً ، وما احد من الناس يطلب مرضاة مخلوق بمعصية الخالق ، الا لم يعط امنيته في دنياه ، وختم له بالشقاء في آخرته. بنو هاشم انضرهم عوداً ، وأوراهم زنداً ، كذلك يا معاوية؟ قال : اللهم نعم ». ( البيهقي ج ١ ص ٦٢ ).