منذ تسنّمه الحكم في الكوفة.
وسنأتي في « الفصل ٥ » الذي ستقرؤه قريباً ، على تحليل الموقف السياسي يوم ذاك ، وسنرى هناك ، أن هذا التمهّل المقصود كان هو التدبير الوحيد في ظرفه.
٥ ـ استدراجه معاوية من طريق التبادل بالرسائل ، الى نسيان موقفه المتأرجح الذي لم تقو على دعمه الدعاوى الفارغة الكثيرة ، فاذا باضمامة من الغلطات هي أجوبة معاوية للحسن وهي التي كشفت للناس معاوية المجهول ، ومهدت للحسن معذرته تجاه الرأي العام في حربه لمعاوية ، واذا بمعاوية الفريق المغلوب في منطق العقلاء ، وان يكن الغالب بعد ذلك في منطق القوة.
ومثلٌ واحدٌ من هذه التدابير اللبقة التي أملى فيها الحسن خطته السياسية في العهد القصير ، بين وفاة أبيه عليهالسلام وبين تصميمه على الحرب ، كاف عن كثير.