أربعين وأربعمائة ـ أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، نا أبو علي الحسين بن خير بن حوثرة بن يعيش بن الموفق بن أزر بن النعمان الطائي الحمصي ـ بحمص ـ نا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي النعاس ، نا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري (١) ، نا الحكم بن عبد الله بن خطّاف (٢) ، نا الزّهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عائشة قالت : هب النبي صلىاللهعليهوسلم من نومه مرعوبا وهو يرجّع فقلت : ما لك يا رسول الله فقال : «سلّ عمود الإسلام من تحت رأسي فأوحشني ، ثم رميت ببصري فإذا هو قد غرز في الشام. فقيل لي : يا محمد ، إنّ الله تعالى قد اختار لك الشام ولعباده ، فجعلها لكم عزّا ومحشرا ومنعة وذكرا (٣) من أراد الله به خيرا أسكنه (٤) الشام وأعطاه نصيبا منها. ومن أراد به شرا أخرج سهما من كنانته ، وهي معلقة في وسط الشام ، فلم يسلم في الدنيا والآخرة» [١٢٨] تابعه يحيى بن سعيد العطار الحمصي على روايته ، عن ابن خطّاف إلا أنه خالفه فيه سعيد بن المسيّب فقال : عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة وكأنه الصواب.
وقرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي ، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري ، حدثنا عبد الغني بن سعيد ، حدثنا الحاكم بن عبد الله بن سعيد ، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، أنبأنا القاسم بن هاشم البزّاز ، نا خالد بن خلى ، نا يحيى بن عبد الأزدي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : هبّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من نومه مذعورا وهو يرجّع قلت : ما لك أنت بأبي وأمي قال : «سلّ عمود الإسلام من تحت رأسي ثم رميت ببصري فإذا هو قد غرز في وسط الشام. فقيل لي : يا محمد إن الله تبارك تعالى اختار لك الشام وجعلها لك عزا ومحشرا وذكرا من أراد به خيرا أسكنه (٥) الشام وأعطاه نصيبه منها ومن أراد به شرا أخرج سهما من كنانته وهي معلقة وسط الشام فرماه بها فلم يسلم دنيا ولا آخرة» [١٢٩].
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو بكر محمد بن
__________________
(١) بالأصل وخع : الجنائزي ، والمثبت والضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى خبائر ، وهو بطن من الكلاع (الأنساب).
(٢) عن تقريب التهذيب ، وبالأصل وخع هنا : «خطاب» وسيأتي صحيحا في آخر الحديث.
(٣) بالأصل : «وذكر».
(٤) عن مختصر ابن منظور ١ / ٥٧ وبالأصل «سكنه».
(٥) عن مختصر ابن منظور ١ / ٥٧ وبالأصل «سكنه».