باب
توثيق أهل الشام في الرّواية
ووصفهم بصرف الهمّة إلى العلم والعناية
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد الأصبهاني عنه ، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، نا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن جبير بن نفير قال : دخلنا على عبد الله بن عمر نسأله ونسمع منه فقال لنا : إن الله بعث محمدا صلىاللهعليهوسلم بشيرا ونذيرا فاتّبعته ناصية (١) من الناس. كان الرجل يخرج من بين أبويه فيبايعه. فقاتلوا على الدين حتى أمّن الله الناس ، وحتى لزموا كلمة الحق. فلما مات النبي صلىاللهعليهوسلم تشايع الناس وتحزبوا فقامت تلك الناصية ، فقاتلوا الناس حتى ردّوا الناس إلى كلمة الإسلام ، وحتى قالوا : لا إله إلّا الله وإن نبيكم صلىاللهعليهوسلم حق. فلما اجتمعوا انطلق تلك الناصية براية محمد صلىاللهعليهوسلم ومعهم الشرائع التي جاء بها النبي صلىاللهعليهوسلم والهجرة ، مهاجرين حتى نزلوا الشام ، وتركوا الناس أعوانا (٢) فمن رآهم فلم يتعلّم من هديهم وينتهي إليه ، وعمي عنه ثم ابتغاه من الأعراب فهم أقل علما وأشدهم غمّا (٣).
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد السمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو بكر الحميدي ، نا يحيى بن سليم سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
__________________
(١) أي من أشرافهم (راجع القاموس : نصى).
(٢) في مختصر ابن منظور ١ / ١٢٥ أعرابا.
(٣) في مختصر ابن منظور والمطبوعة : عمى.