باب
ما جاء في أنّ الشّام مهاجر إبراهيم الخليل
وأنه من المواضع المختارة لإنزال التنزيل
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، نا أبو علي بن المذهب لفظا ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، قال : لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فأخبرت بمقام يقومه نوف فجئته. إذ جاء رجل فانتبذ (١) الناس ، عليه خميصة ، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص. فلما رآه نوف أمسك عن الحديث ، فقال عبد الله : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنها ستكون هجرة بعد هجرة ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم ، لا يبقى في الأرض إلّا شرار أهلها ، تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله. تحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم إذا [ناموا وتقيل معهم إذا](٢) قالوا وتأكل من تخلف».
قال : وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع ـ حتى عدّها زيادة على عشر مرات ، كلما خرج منهم قرن قطع ـ حتى يخرج الدجال في بقيتهم» [١٨٣].
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم أنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن بن محمد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا هشام ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، قال : أتى عبد الله بن
__________________
(١) في مسند أحمد ٢ / ١٩٩ «فاشتد الناس» وانتبذ الناس يعني ابتعد عنهم ناحية.
والخميصة : كساء أسود مربع ، أطرافه مطرزة يكون من خزّ أو صوف (النهاية).
(٢) زيادة عن مسند أحمد ٢ / ١٩٩.