رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو قاعد عند حلقة من الناس فقال : ألا تعلمني شيئا تعلمه وأجهله وينفعني لا يضرك؟ فقال الناس : مه مه اجلس. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «دعوه فإنما سأل الرجل ليعلم» فأفرجوا له حتى جلس فقال : أي شيء كان أول من أمر نبوتك؟ قال : «أخذ الله عزوجل منّي الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم وتلى : (وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(١). وبشّر بي المسيح عيسى بن مريم عليهماالسلام ، ورأت أم رسول الله صلىاللهعليهوسلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام». فقال أعرابي : هاه ، وأدنا رأسه منه وكان في سمعه شيء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ووراء ذلك ووراء ذلك» [١٩٧] مرتين أو ثلاثا.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الماهاني (٢) ـ بأصبهان ـ أنا أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن مندة ، أنا أحمد بن محمد بن زياد ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنهم قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال : «دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بن مريم ، عليهمالسلام ، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى (٣) من أرض الشام ، واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي في بهم (٤) لنا أتاني رجلان بثياب بياض معهما طست من ذهب مملوء ثلجا فأضجعاني ، فشقّا بطني ، ثم استخرجا قلبي فغسلاه ، ثم جعلا فيه حكمة وإيمانا» [١٩٨].
أسنده بحير بن سعد عن خالد.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسني أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد ، نا أحمد بن مروان المالكي ، نا عباس بن محمد الدوري ، نا يحيى بن معين ، نا بقية بن الوليد ، عن يحيى بن
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٧.
(٢) الماهاني بفتح الميم والهاء ، هذه النسبة إلى ماهان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الأنساب).
(٣) بصري بالضم والقصر ، بالشام من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران (ياقوت).
(٤) بهم : جمع بهمة ، أولاد الضأن والمعز والبقر (قاموس).