والسائل النفطي التي هي في مقدارها ملايين الكيلوغرامات تحت الأرض خُلقت على العدل .
وحتّى المكروبات إنّما تضرّ بميزان ، وعلى حساب عدم الإفراط والتفريط ، وبمقدار الاحتماء عنها وعدم الاحتماء .
وبسط العدل هو نشره وإعماله في جميع المجالات ، وفي جميع الأقوال والأفعال في الحياة .
ومن حلية الصالحين وزينة المتّقين عدلهم المبسوط المنتشر ، الموجود في جميع اُمورهم وفي كلّ حياتهم .
وبحقّ هو زينة وجمال ، ورداء محبوبٌ وجميل ، وقد فُطرت النفوس على حبّ العدل والإنصاف ، وبغض الظلم والجور ، في جميع الشرائع والاُمم ، وفي مختلف الفئات والطبقات .
وقد نُدب إليه ورغّب فيه بل اُمر به في دين الإسلام ، في كتابه وسنّته .
ففي القرآن الكريم : ـ
قال تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )(١) .
وفي الأحاديث المباركة :
عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : ( إنّ العدل ميزان الله سبحانه الذي وضعه في الخلق ، ونصبه لإقامة الحقّ ، فلا تخالفه في ميزانه ، ولا تعارضه في سلطانه )(٢) .
وفي وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله : ـ
يا عليّ ، ما كرهته لنفسك فاكرهه لغيرك ، وما أحببته لنفسِكَ فاحببه لأخيك
__________________________________
(١) سورة النحل : الآية ٩٠ .
(٢) غرر الحكم / ص ٢٢٢ / ح ٨٨ .