فأتاه واستأذن عليه ، فأذن له .
فقال له أبو الحسن : أُجيبك عن مسألتك على شريطة تفي لي بها .
فقال : وما هذه الشريطة ؟
قال : إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر الذي في كمّك وترمي به .
فبقي الخارجيّ متحيّراً وأخرج المدية وكسرها .
قمّ قال : أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له ، وهم عندك كفّار ؟
وأنت ابن رسول الله ما حملك على هذا ؟
فقال أبو الحسن : أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته ، أليس هؤلاء على حال يزعمون أنّهم موحّدون واُولئك لم يوحّدوا الله ولم يعرفوه ؟ يوسف بن يعقوب نبيٌّ ابن نبيّ قال للعزيز ـ وهو كافر ـ : ( اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) وكان يجالس الفراعنة ، وأنا رجلٌ من ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله أجبرني على هذا الأمر ، وأكرهني عليه فما الذي أنكرت ونقمت عليَّ ؟
فقال : لا عتب عليك إنّي اُشهد أنّك ابن نبيّ الله ، وأنّك صادق(١) .
هذه نماذج من كظم غيظ أهل البيت عليهمالسلام ، وقد جرىٰ في شيعتهم والسائرين على هداهم .
ففي قضيّة الشيخ الكبير كاشف الغطاء أعلى الله مقامه المرجع الأعلى في زمانه .. حكي عنه أنّه وزّع مبلغاً من المال على فقراء إصفهان في سفرٍ له إلى هناك ، وبعد نفاد المال صار وقت الظهر ، فأمَّ المصلّين ، وبين الصلاتين حينما كان الناس مشتغلين بالتعقيبات جاء فقيرٌ وصل متأخّراً ، ووقف أمام الشيخ قائلاً له : أعطني حقّي .
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٤٩ / ص ٥٥ .