وترغيبه إلى كلّ معصية .
ففي حديث النهج الشريف : ( وَالشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِهِ يُزَيَّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا وَيُمَنِّهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا ، إذَا هَجَمَتْ مَنِيَّتُهُ عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا )(١) .
وفي حديث الإمام الصادق عليهالسلام قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : بينما موسى بن عمران عليهالسلام جالس إذ أقبل عليه إبليس ، وعليه بُرنس ذو ألوان ، فلمّا دنا من موسى خلع البرنس وأقبل عليه فسلّم عليه .
فقال موسى : مَن أنت ؟
قال : أنا إبليس .
قال موسىٰ : فلا قرّب الله دارك ، فيمَ جئت ؟
قال : إنّما جئت لاُسلّم عليك لمكانك من الله عزّ وجلّ .
فقال له موسى : فما هذا البُرنس ؟
قال : اختطف به قلوب بني آدم .
قال له موسى : أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟
فقال : إذا أعجبته نفسه ، واستكثر عمله ، وصغُر في عينه ذنبه .
ثمّ قال له : اُوصيك بثلاث خصال يا موسى :
لا تَخْلُ بامرأةٍ ، ولا تَخْلُ بك ، فإنّه لا يخلو رجل بامرأةٍ ولا تخلو بك إلّا كنتُ صاحبه دون أصحابي .
وإيّاك أن تعاهد الله عهداً ، فإنّه ما عاهد الله أحدٌ إلّا كنتُ صاحبه ، دون أصحابي ، حتّى أحوُل بينه وبين الوفاء به .
وإذا هممت بصدقةٍ فامضِها ، فإنّه إذا همَّ العبد بصدقةٍ كنتُ صاحبه دون
__________________________________
(١) نهج البلاغة / الخطبة ٦٣ .