الرضا عليهالسلام مع بعض الخوارج الذي تقدّم ذكره(١) .
وكذلك مقابلته عليهالسلام الإساءة بالإحسان في حديث قضيّة الجلودي المفضّلة المذكورة في السفينة(٢) .
وحاصلها : أنّ الجلودي كان قد أمره الرشيد أن يُغير علىٰ دور آل أبي طالب ، وأن يسلب نسائهم ، ولا يدَع علىٰ واحدةٍ منهنّ إلّا ثوباً واحداً .
فجاء الجلودي مع خيله إلى دار الإمام الرضا عليهالسلام للهجوم على الدار ، وقال للإمام عليهالسلام : لابدّ أن أدخل الدار وأسلب النساء كما أمر الرشيد ..
فقال له الإمام الرضا عليهالسلام : أنا آتي لكَ بجميع مالهنّ ، وحلفَ له ، وجاء إلى النساء وطلب منهنّ أن يعطين جميع ما عليهنّ حتّى أقراطهنّ وخلاليهنّ وإزارهنّ ، وجميع ما كان في الدار من قليلٍ وكثير ، حتّى يسلمَن النساء من دخول الأجانب عليهنّ .
ومضى الزمان حتّى مات الرشيد ، وخلَفَهُ المأمون ، وصادف أن غاض المأمون على الجلودي وحبسه .
فلمّا كان يوم اُدخل الجلودي على المأمون ، قال الرضا عليهالسلام للمأمون ترحّماً على الجلودي : هَبْ لي هذا الشيخ .
فنظر الجلودي إلى الرضا عليهالسلام هو يُكلِّم المأمون ويسأله أن يعفو عنه ، فظنَّ أنّه يُشير عليه بقتله ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أسألك بالله وبخدمتي للرشيد أن لا تقبل قو هذا فيَّ .
فقال المأمون : يا أبا الحسن ، هذا سألنا بالله ونحنُ نبرّ قسمه ، وقال للجلودي : لا والله ، لا أقبل فيك قوله ، يا حرسي قدِّمهُ واضرِب عُنقه .
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٤٩ / ص ٥٥ .
(٢) سفينة البحار / ج ١ / ص ٦١٣ .