وصلاح ذات بينكم .
فإنّي سمعت جدّكما صلىاللهعليهوآله يقول : ـ
صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام )(١) .
وفي حديث سابق الحاج قال :
مرَّ بنا المفضّل ، وأنا وخَتَني(٢) نتشاجر في ميراث ، فوقف علينا ساعة ، ثمّ قال لنا : تعالوا إلى المنزل .
فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم ، فدفعها إلينا من عنده ، حتّى إذا استوثق كلّ واحد منّا من صاحبه قال : ـ
أما إنّها ليست من مالي ، ولكن أبو عبد الله عليهالسلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن اُصلح بينهما وأفتديها من ماله ، فهذا مال أبي عبد الله عليهالسلام(٣) .
وفي حديثٍ آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال :
( صدقةٌ يحبّها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقاربٌ بينهم إذا تباعدوا )(٤) .
وعنه عليهالسلام : ـ
( من أصلح بين اثنين فهو صديق الله في الأرض ، وإنّ الله لا يُعذّبُ من هو صديقه )(٥) .
وعنه عليهالسلام : ـ
( أكرم الخلق على الله بعد الأنبياء ؛ العلماء الناصحون ، والمتعلِّمون
__________________________________
(١) نهج البلاغة / الرسالة ٤٧ . واعلم أنّه فُسّرت الصلاة والصيام في الحديث الشريف بصلاة التطوّع والصوم المستحبّ ، كما وأنّ الفرق بين الصلاح لعلّه هو أنّ الإصلاح يكون في صورة وجود الفساد في البين ، بينما الصلاح يكون بإيجاده حتّى لو لم يكن فسادٌ في البين ، فيسعى في عدم وقوعه ، ولعلّه لذلك عُبّر في هذا الحديث الشريف بصلاح ذات البَيْن .
(٢) الخَتَن : زوج البنت أو زوج الاُخت يعني النسيب .
(٣) و (٤) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٢٠٩ .
(٥) جامع الأخبار / ص ١٨٥ / ح ١٤١ .