فقال : الخاتم لك ، حلالك ، واسمح لي أي اُخبرك بثمن هذا الخاتم وقضيّته .
إنّي رجلٌ متمكّن ، وحديث عهدٍ بالزواج ، وقد سافرت بعد زواجي أوّل سفرة تجاريّة .
وأنا الآن راجع من سفري توّاً ، وقد وصلت الآن ظهراً ففكّرتُ أن اُصلّي أوّلاً ما دام حان وقت الظهر ، ثمّ أذهب إلى داري ، وكنت قد اشتريت هذا الخاتم هديّة لزوجتي العروس لأتحفها به كهديّة وإتحاف في أوّل سفري بعد الزواج .
واعلم أنّ ثمن هذا الخاتم غالٍ ، وهذا سعره ، وأنت أذا أردت بيعه على الصائغ سيعرف أنّك لست بصاحب الخاتم فيتّهمك ، فإذا اتّهمك فقُل له إنّ فلان يعرفني ، وأخبرني باسمه .
فتشكّرت منه ، وأنا خجلان من هذه المعاملة الطيّبة والمكافأة الحسنة ، والستر عَليَّ بالرغم من أنّه كان يقدر على أن يفضحني في المسجد والخاتم في يدي عياناً ، وذهبت فوراً إلى أحد الصاغة بائعي الخواتيم ، وعرضت عليه الخاتم ، وقلت له : كم تشتريه منّي ؟
فأخذ الخاتم وهو ينظر إليه تارةً ، وينظر إليَّ تارةً اُخرى ، وأطال النظر إليّ ، ثمّ قال : من أين لك هذا الخاتم ؟
قلت : هذا الخاتم لي ، وأُريد بيعه .
فقال لي : ـ لا أشتريه منك ، ولا أُعطيه لك ، بل اُسلّمه إلى مخفر الشرطة .
فقلت : ـ فلانٌ يعرفني ، ويشهد أنّ الخاتم لي .
قال لي : ـ طيّب ، إذا شهد لك فلان بالخاتم ، أنا أشتريه منك .
فجئت فوراً إلى هذا المرحوم ، وأخبرته بالقضيّة .
فجاء معي إلى البائع وشهد لي أنّ الخاتم
لي ، ولم يخبره بكيفيّة إعطاءه إيّاي ، وأنّ القضيّة كيت وكيت ، بل سترَ عليَّ ، وقال للبائع أنّ الخاتم له حقيقةً ، فاشتراه