رسول الله ، ثم قال : يا رسول الله ، إنّا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ؟
قال : نعم(١) .
هذه نماذج ثلاثة تلاحظ فيها بوضوح سوء الأخلاق وإساءة الأدب مع رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان قمّة في الأخلاق ، وصاحب الخلق العظيم ، بشهادة ربّ العالمين .
لذلك أورد عليه السيّد الفيروزآبادي بقوله : ـ
( أقول ) أمّا جذب عمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرواية الاُولى لمّا أراد أن يصلّي علىٰ عبد الله بن اُبيّ وقوله له أليس الله نهاك أن تصلّي على المنافقين ، فهو ما فيه دلالة واضحة على تجسّر عمر علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسوء أدبه معه ، بل يظهر منه أنّ عمر كان يرى الصلاة علىٰ عبد الله أمراً حراماً شرعاً وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد ارتكب الحرام الشرعي فأراد أن ينهاه عن المنكر .
ولم يكتف بالنهي عنه بالكلام فقط بل نهاه عنه قولاً وعملاً فجذبه وقال له : أليس الله نهاك أن تصلّي على المنافقين . ومن المعلوم أنّ من ينهي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المنكر فهو يرى نفسه أتقى لله وأورع ، وهذا لعمري إن لم يكن كفراً محضاً كما لا يبعد فهو ضلال بيِّن لا محالة لا يرتاب فيه إلّا أهل الضلال .
ولو كان مقصود عمر مجرّد الاستفهام والاطّلاع على السبب الباعث لصلاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على ابن أُبيّ لتقدّم إليه واستفهمه بالكلام الطيّب ، ولم يتجسّر عليه بجذبه عن الصلاة وبالقول الخشن المذكور ، وهذا واضح ظاهر .
( وأمّا صياح عمر بن الخطّاب ) على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرواية الثانية حين تأخّر في الخروج إلى صلاة العشاء كما يظهر من آخر الرواية حيث قال وذلك حين صاح
__________________________________
(١) حلية الأولياء / ج ٢ / ص ٢٧ ، وذكره العسقلاني في الإصابة / ج ٧ / القسم الأوّل / ص ١٣١ ، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده / ج ٥ / ص ٨١ ، والطبري في تفسيره / ج ٣٠ / ص ١٨٥ ، وابن سلطان في المرقاة / ج ٤ / ص ٣٩٧ وقال : إنّه رواه البيهقي أيضاً .