بل هم النمط الأوسط ، بعيدون عن الإفراط والتفريط ، معتدلون في الإنفاق ، يكون إحسانهم وإفضالهم جارياً على المستحقّين .
وهذا هو الممدوح في القرآن الكريم والحديث الشريف ..
أمّا في القرآن الكريم فقد قال تعالى في صفات عبد الرحمٰن : ـ
( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا )(١) .
فالإسراف هو : التجاوز عن الحدّ كالإنفاق في المعصية ، وصرف المال في غير حقّه .
والإقتار هو : البُخل عن الإنفاق في محلّه .
والقوام هو : العدل في الإنفاق ، وهو الإنفاق فيما أمرَ الله به وأثاب عليه ، والمطلوب المرغوب فيه هو هذا القسم الأخير من الإنفاق ، وهو الذي يوصف بكونه بِرّاً وخيراً ومعروفاً ، وهو الذي يعقّب خير الدُّنيا والآخرة ، بل يكسب الجنّة والنعيم الدائم .
كالإنفاق في بناء المساجد الشريفة ، والمراقد المشرّفة ، والمدارس الدينيّة ، والحسينيّات المباركة ، والمستشفيات الخيريّة ، وإعانة المحتاجين ، وتزويج عزّاب المؤمنين ، وطبع ونشر كتب الدِّين ، وتأسيس وخدمة مجالس المعصومين عليهمالسلام ، ونحو ذلك من الاُمور الخيريّة ، والأعمال القُربيّة .
وأمّا في الحديث الشريف ، ففي صحيحة المفضّل الجعفي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : ـ
( إذا أردت أن تعلم أشقيٌّ الرجل أم سعيد ؟ فانظر إلى سَيْبِهِ ـ أي عطاءه ـ ومعروفه إلى من يصنعه .
__________________________________
(١) سورة الفرقان : الآية ٦٧ .