فقالوا : يا رسول الله ، نحن بأرضٍ قرعاء ، ما بها من حطب .
قال : فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه .
فجاؤوا به ، حتّى رَمَوا بين يديه بعضه على بعض .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هكذا تجتمع الذنوب .
ثمّ قال : إيّاكم والمحقّرات من الذنوب ...(١) .
٢ ـ حديث أمير المؤمنين عليهالسلام : ـ
( أشدّ الذنوب ما استهان به صاحبه )(٢) .
٣ ـ حديث وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله لأبي ذرّ الغفاري رضوان الله عليه : ـ
يا أبا ذرّ .. إنّ المؤمن ليرى ذنبه كأنّه تحت صخرة ، يخاف أن يقع عليه ، وإنّ الكافر ليرىٰ ذنبه كأنّه ذبابٌ مرَّ على أنفه .
يا أبا ذرّ ، إنّ الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً جعل ذنوبه بين عينيه ممثّلة ، والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً ، وإذا أراد بعبدٍ شرّاً أنساه ذنوبه .
يا أبا ذرّ ، إنّ نفس المؤمن ارتكاضاً ـ أي اضطراباً ـ من الخطيئة من العصفور حين يقذف في شَرَكه(٣) .
فإذا استكثر الإنسان الشرّ من نفسه ، لم يتهاون به ، بل اشتدّ اجتنابه عنه .
فاللّازم علينا في مكارم أخلاقنا أن نستقلّ الخير من أنفسنا في أقوالنا وأفعالنا وإن كثرت .
وأن نستكثر الشرّ من أنفسنا في أقوالنا وأفعالنا وإن قلّت .
__________________________________
(١) اُصول الكافي / ج ٢ / ص ٢١٨ / ح ٣ .
(٢) غرر الحكم ودرر الكلم / ج ١ / ص ١٩٢ / ح ٣١٨ .
(٣) بحار الأنوار / ج ٧٧ / ص ٧٩ .