آخرته ، وكففتُ عليه ضيعته ، وضمّنتُ السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر .
يا هشام الغضب مفتاح الشرّ ، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً ...
يا هشام إنّ الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا ، فكذلك تعمر في قلب المتواضع ، ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار ..
يا هشام أوحى الله تعالى إلى داود عليهالسلام : قُل لعبادي : ـ
لا يجعلوا بيني وبينهم عالماً مفتوناً بالدنيا ، فيصدّهم عن ذكري ، وعن طريق محبّتي ومناجاتي ، اُولئك قطّاع الطريق من عبادي ، إنّ أدنى ما أنا صانعٌ بهم أن أنزع حلاوة محبّتي ومناجاتي من قلوبهم ...
يا هشام إيّاك والكِبر على أوليائي ، والاستطالة بعلمك ، فيمقتك الله ، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك ، وكُن في الدُّنيا كساكن دارٍ ليست له ، إنّما ينتظر الرحيل ...
يا هشام لو رأيت مسير الأجل لألهاك عن الأمل .
يا هشام إيّاك والطمع ، وعليك باليأس ممّا في أيدي الناس ، وأمت الطمع من المخلوقين .
فإنّ الطمع مفتاح للذلّ ، واختلاس العقل ، واختلاف المروّات ، وتدنيس العرض ، والذهاب بالعلم .
وعليك بالاعتصام بربّك ، والتوكّل عليه .
وجاهد نفسك لتردّها عن هواها ، فإنّه واجب عليك كجهاد عدوّك ... )(١) .
١٠ ـ ما أوصى به مولانا الإمام الرضا عليهالسلام شيعته في حديث عبد العظيم الحسني : ـ
( يا عبد العظيم ... أبلغ عنّي أوليائي السلام وقُل لهم : ـ
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧٨ / ص ٢٩٦ .