ذلك أن تكون هذه المرأة بالذات هي بنت النمرود ، وأن يزوجها أبو الأنبياء من ولده مدين ، وأن تنجب له عشرين بطنا من الأنبياء ، وأخيرا ما الهدف من هذا القصص وأمثاله ، كقصة الميرة ، وقصة جيوش الذباب ، وقصة أفراخ النور (١).
وأياما كان الأمر ، فليس هناك إلى سبيل من شك في أن حادث إلقاء إبراهيم في النار ونجاته ، إنما كان معجزة للخليل عليهالسلام حفظه الله بها ، ورد كيد الكافرين في نحورهم ، روى المفسرين أن القوم حين ألقوا إبراهيم عليهالسلام في النار مقيدا مغولا ، قال : حسبي الله ونعم الوكيل ، وروى البخاري عن ابن عباس أنه قال : حسبي الله ونعم الوكيل ، قالها إبراهيم حين ألقى في النار ، وقالها محمد عليهالسلام ، حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيمانا ، وقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل (٢).
وروى أبيّ بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوسلم «أن إبراهيم حين قيدوه ليلقوه في النار قال : لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين ، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك» ، قال : ثم رموا به في المنجنيق من مضرب شاسع ، فاستقبله جبريل فقال : يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال : أما إليك فلا ، فقال جبريل : فاسأل ربك ، فقال : حسبي من سؤالي علمه بحالي ، فقال الله تعالى ، وهو أصدق القائلين «يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ» ، قال بعض العلماء :
__________________
ـ اليعقوبي ١ / ٣٣ ، مروج الذهب ١ / ٦١ ، تاريخ الطبري ١ / ٣٨٦ ـ ٣٨٨ ، تاريخ ابن كثير ١ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، متى ٢ / ١ ـ ٢٣).
(١) تاريخ الطبري ١ / ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ، تاريخ ابن الأثير ١ / ١١٥ ـ ١١٧ ، تاريخ ابن كثير ١ / ١٤٩ ، تاريخ الخميس ص ٩٥ ـ ٩٦ ، المقدسي ٣ / ٥٦ ، أخبار الزمان للمسعودي ص ١٠٤ ـ ١٠٩ ، تفسير مقاتل ١ / ١٢٣ ـ ١٢٤.
(٢) تفسير ابن كثير ٣ / ٢٩٤.