عن الالتفات لغير الله ورعاية التسليم والتفويض إلى الله والاستمداد من همم أعاظم الدين والالتجاء إلى ولاية النبوة (إِنَّ اللهَ أَعَدَّ) بهذه الأسباب (لِلْكافِرِينَ) من كفار النفس والشيطان (عَذاباً مُهِيناً فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ) المكتوبة (فَاذْكُرُوا اللهَ) في جميع حالاتكم (إِنَّ الصَّلاةَ) كانت في الأزل (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) مؤقتا إلى الأبد كما أشار إليه بقوله : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ) [الفتح : ١] أي بابا من القدم إلى الحدوث (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) [الفتح : ٢] بما فتح عليك (ما تَقَدَّمَ) في الأزل (مِنْ ذَنْبِكَ) [الفتح : ٢] بأن لم تكن مصليا (وَما تَأَخَّرَ) [الفتح : ٢] من ذنبك بأن لا تكون مصليا (وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) [الفتح : ٢] بأن يجعل سيئاتك وهي عدم صلاتك في الأزل أو الأبد مبدلة بالحسنات وهي الصلاة المقبولة من الأزل إلى الأبد (وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) من الأزل إلى الأبد ومن الأبد إلى الأزل. (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ) النفس وصفاتها (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ) في الجهاد بعناء الرياضات والعبادات فإنهم يألمون في طلب اللذات والشهوات (كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ) العواطف الأزلية والعوارف الأبدية (ما لا يَرْجُونَ) لأنّ همم النفس الدنية لا تجاوز قصورها الدنية المجازية الفانية (بِما أَراكَ اللهُ) حين أوحى إليك بلا واسطة ما أوحى وأراك آياته الكبرى.
(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١١٤) وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (١١٥) إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (١١٦) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيداً (١١٧) لَعَنَهُ اللهُ وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (١١٨) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً (١١٩) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (١٢٠) أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (١٢١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً (١٢٢) لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (١٢٤) وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ