(وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أبكار حقائق الكتب المنزلة على الأمم السالفة أي التي أدرجت في القرآن (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [السجدة : ١٧] (إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) وهي بذل الوجود محصنين في هذا البذل ليكون على وجه الحق (غَيْرَ مُسافِحِينَ) على وجه الطبع (وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) غير ملتفتين إلى شيء من الأكوان (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ) بهذه المقامات (فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) الذي عمل من دون المكاشفات. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إيمانا حقيقيا عند خطاب ألست بربكم (إِذا قُمْتُمْ) من نوم الغفلة (إِلَى الصَّلاةِ) وهي معراجكم للرجوع إلى مكامن قربكم (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) التي توجهتم بها إلى الدنيا ولطختموها بالنظر إلى الأغيار بماء التوبة والاستغفار (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) أي اغسلوا أيديكم من التمسك بالدارين حتى الصديق الموافق والرفيق المرافق (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) ببذل نفوسكم (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) من طين طبيعتكم والقيام بأنانيتكم (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) ولا يحملنكم حسد الحساد وعداوة الأنذال (عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) مع أنفسكم (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ) من الشيطان والنفس والهوى (أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) والله خير موفق ومعين.
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٢) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣) وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١٤) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٦) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً