قوله تعالى (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم) وقوله تعالى (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) وقولهم في الدعأ غفر الله لك .. قال الشاعر :
فادركت من قد كان قبلي ولم أدع |
|
لمن كان بعدي في الفضائل مقعدا |
أراد لمن يكون بعدي) (١).
٢ ـ قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ..) (٢).
بنأا على ما يحمله هذا التهديد الالهي من أمر جسيم لامر جسيم ، يقا بل تبليغ الشهادتين وما تفرع عليهما بحيث إنه إذا لم يفعله لم يكن قد بلغ الرسالة أصلا ، ومن هنا تظهر أهمية هذا الامر بقدر ما يحمله هذا التهديد من قوة لمثل من اتعب نفسه وجاهد في سبيل الله تعالى ذلك الجهاد المر.
وما كان ذلك التبليغ إلا تبليغ إمامة علي عليه السلام كما صرح بذلك أهل التفسير (٣) ، وقد روى السيوطي في الدر المنثور (٤) عن الحافظ بن مردويه باسناده عن أبي سعيد الخدري إنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ، واخرج حديثا آخر عن ابن مسعود.
وقد ذكر تفسير الكشف والبيان لابي إسحاق الثعلبي النيسابوري مضمون ذلك عن ابن عباس وغيرهم كل في كتابه (٥). وبهذا يظهر أنه أصل وأي أصل ، ومنه تظهر اهمية الامامة وإنها بميزان كل ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وآله كميزان صاحبها عندما قال فيه صلى الله عليه وآله (برز الايمان كله إلى الشرك كله). يوم الخندق.
__________________
(١) المصدر نفسه / ج ٤ / ص ١٠٧.
(٢) الاية «٦٨» سورة المائدة ـ ٥ ـ
(٣) وقد روى ذلك جمع غفير من علماء المسلمين وقد احصاهم الشيخ الاميني «قدس» في غديره فبلغوا ثلاثين نفسا من اجلائهم.
(٤) الدر المنثور / السيوطي / ج ٢ / ص ٢٩٨.
(٥) للاطلاع والاستزادة ومعرفة اسماء العلماء والكتب عليك بكتاب الغدير للشيخ الاميني (قدس) / ج ١ ص ٢١٤ ـ ٢٢٩.