وثانيا : إن الأوصاف والألقاب التي يذكرونها بتراجم الدارقطني لتكذب أن يتخذ « كذابا ، وضاعا ، سارقا » شيخا له ، فيروي عنه الأحاديث النبوية والأحكام الشرعية!!
يقولون بترجمة الدارقطني ووصفه :
الإمام الحافظ المجود ، شيخ الإسلام ، علم الجهابذة ... من بحور العلم ومن أئمة الدنيا ، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله ... وصار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع ... فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته ، انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال ، مع الصدق والثقة ... لم يأت بعد النسائي مثله ... أمير المؤمنين في الحديث ... (١).
وثالثا : إن قول ابن الجوزي والسيوطي « هو العدوي الوضاع » اجتهاد في مقابلة نص الدارقطني على أنه غيره كما ستعرف.
رابعا : إن ابن الجوزي ـ المتوفى سنة ٥٩٧ هـ ـ غير جازم بسرقة الحديث من « إسحاق » .. وهل ترد الأحاديث المعتبرة الثابتة بـ « لعل »؟! ثم يأتي السيوطي ـ المتوفى ٩١١ هـ ـ وكأنه جازم ، فيسقط كلمة « لعل »!
وخامسا : قد عرفت أن « إسحاق بن إبراهيم » إنما تكلم في الأزدي ، ومن هنا لم يطعن ابن الجوزي في الحديث عن البراء إلا اعتمادا عليه حيث قال : « قال الأزدي : كان إسحاق بن إبراهيم يضع الحديث » وقد قدمنا عن الحافظ الذهبي أن الأزدي لا يعتد بقوله ... حتى أنه قال فيه في موضع آخر بترجمة أحد الرجال : « وقال أبو الفتح الأزدي : هو ضعيف ، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه. قلت : هذه مجازفة ، ليت الأزدي عرف ضعف نفسه! » (٢). وقال
__________________
(١) هذه كلمات من : الحاكم ، الخطيب ، الذهبي ... انظر : تاريخ بغداد ١٢ | ٣٤ ، سير أعلام النبلاء ١٦ | ٤٤٩ و١٠ | ٢٦٧ ، ميزان الاعتدال ٤ | ٨ عند نقل كلام عنه.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٣ | ٣٨٩.