السَّيِّئاتِ) [هود : ١١ / ١١٤]. فذكر ذهاب السّيئات بإزاء ذكر الصلاة لأنه من أجلها وسببها.
وانظر كيف أكّد تعالى في أدائها حين خفّف من غيرها فقال : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) [المزمل : ٧٣ / ٢٠] ، وقال تعالى : (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) [المجادلة : ٥٨ / ١٣].
ولو تتبّعت القرآن كلّه لوجدت هذه التشبيهات في آي لا تحصى عدّة ، ويكفيك أن جعلها الله تلو الإيمان : قال تعالى : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) [طه : ٢٠ / ١٤].
فلم يعطف على توحيده إلا بالصلاة ، وقال : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) [البقرة : ٢ / ٣] ، وقال : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ) [التوبة : ٩ / ١٨].
فحيث ما ذكر الإيمان أردفه بها حتّى قالوا : وإنما سمّيت صلاة لكونها تلو الإيمان ، مأخوذة من المصلّي وهو الفرس الذي يلي السّابق من الحلبة ، لكون أنفه عند صلوي السّابق وهما عرقان في الفخذ.
فصل
وأمّا الأخبار فكقوله صلىاللهعليهوسلم (١) : «أوّل ما ينظر فيه من عمل العبد الصّلاة ، فإن قبلت منه نظر فيما بقي من عمله ، وإن لم تقبل منه ، لم ينظر في شيء من عمله».
وقوله (٢) : «إنّما مثل الصّلاة كمثل نهر غمر عذب بباب أحدكم ..» إلى قوله : «فإنّكم
__________________
(١) في الموطّأ ١ / ١٧٣ : عن مالك ، عن يحيي بن سعيد ، أنه قال : بلغني أن «أوّل ما ينظر فيه من عمل العبد الصّلاة ، فإن قبلت منه ، نظر فيما بقي من عمله ، وإن لم تقبل منه ، لم ينظر في شيء من عمله».
(٢) في الموطّا ١ / ١٧٤ : عن مالك ، أنّه بلغه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه : أنّه قال : كان