شرح قصّة موسى
عليهالسلام (١)
في الآية المتضمنة قتل الكافر.
قال تعالى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) [القصص : ٢٨ / ١٥]. إلى قوله : (فَقَضى عَلَيْهِ) [القصص : ٢٨ / ١٥].
فمن أقوال المخلّطة في هذه القصّة ، أن موسى عليهالسلام قتل القبطي من أجل العبرانيّ ، لأن كان العبرانيّ من قبيله والقبطيّ من غير قبيله. فصيّروا الكليم عليهالسلام متعصّبا لأجل قبيله وعشيرته ، وليس الأمر كذلك ، وحاشاه من ذلك.
فإنّ هذه هي حميّة الجاهليّة ، وإنما مرّ موسى عليهالسلام برجلين يقتتلان أحدهما يعرفه مؤمنا والآخر يعرفه كافرا ، فاستغاثه المؤمن على الكافر ، فوكز الكافر ليحمي المؤمن فصادف مقتلا من مقاتله بتلك الوكزة فمات.
فصل
فإن قيل : من أين لكم أن تحكموا بإيمان أحدهما وكفر الآخر ، وإنّما نطق الكتاب ب «رجلين» أحدهما من شيعته ، أي من بني إسرائيل ، والآخر من عدوّه لكونه من القبط؟!.
__________________
(١) شرح قصة موسى عليهالسلام في تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى ٦٧ ، وعرائس المجالس ١٧٢ ، وابن كثير ٢ / ١٢ ، وتفسير الطبري ٢٠ / ٢٨ ، وتاريخ الطبري ١ / ٣٩٠ ، وتفسير القرطبيّ ١٣ / ٢٥٩.