مقدّمة التّحقيق
على الرغم من شهرة مؤلّف هذا الكتاب ومكانته في حركة التأليف والتّعليم ، والمحاضرة ، وسائر وجوه النشاط التي عالجها لا نجد له تراجم كافية ، ولا معلومات وافية ، ومن شرط ابن عبد الملك المرّاكشي أن يكون ترجم له في الجزء السّابع من كتابه (الذّيل والتكملة) ولكنّ هذا الجزء ـ إلى الآن ـ في الكتب المفقودة. وترجم له ابن الأبّار في كتابه (التكملة) ، ومبارك بن أحمد بن حمدان المعروف بابن الشعار في كتابه (قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان ٤ / ٣٨٧ ـ ٣٨٨). ووردت عن المؤلّف إشارات يسيرة في بعض مؤلّفاته ، لكنها لا تضيف جديدا مهمّا على التّرجمتين القصيرتين في الكتابين المذكورين.
مؤلّف تنزيه الأنبياء
المؤلّف هو أبو الحسن علي بن أحمد ، عرف بابن خمير الأمويّ السّبتي. أمّا الأمويّ فهي نسبة إلى بني أمية ، ومعلوم أنّهم جدّدوا الخلافة المروانيّة بالأندلس بدخول عبد الرحمن بن هشام سنة (١٣٨ ه) الأندلس وأنّ تلك الخلافة انتهت سنة (٤٢٥ ه) ونعرف أن بني أميّة ومن انتسب للمروانيّة أصابهم اضطهاد عدد من حكّام دويلات الطوائف ، وأنّ أولئك الحكّام والمتنفّذين تحت أيديهم روّعوا بني أمية ، وأخرجوا أكثرهم من قرطبة خشية أن ينتقضوا على بني جهور الذين حكموا قرطبة وما تبعها ، أو ينتقضوا على غيرهم من أولئك الحكّام وأشباههم.
وقد رجّحت أن يكون أحد أجداد مؤلّف الكتاب غادر الأندلس بعد ذلك الاضطهاد الذي نشير إليه أو بسبب آخر ، وحطّ رحاله في أقرب منزل خارج ديار