بسم الله الرحمن الرحيم
مخطوطة هذا الكتاب من المخطوطات النّادرة ؛ لأن الموجود منه في ما نعرف من فهارس المكتبات المتوفرة ، وفي ما قرأنا من آثار الباحثين ذوي الاهتمام ، هو هذه النّسخة الفريدة.
والكتاب نفسه من الكتب القيّمة ، في موضوع لم يكثر التّأليف فيه ، ويعدّ هذا الكتاب من الكتب ذات الشأن في موضوع تنزيه الأنبياء وتصحيح أخطاء بعض القصّاصين الذين يصل خطؤهم إلى درجة الافتراء والاجتراء ، والكذب والاختلاق ؛ لأنّ جماعة من أولئك الأخباريّين غير الممحّصين ، والقصّاصين الوضّاعين للأخبار المتزيّدين فيها ، لا يهمّهم صحّة الخبر ولا صدق الحديث ، ويجرون وراء المكانة ، والاشتهار ، وكسب المال!.
والمؤلّف شخصيّة مهمّة من شخصيّات القرن السّادس الهجري (إذ كانت وفاته صدر القرن السّابع) ، كان مرموقا منظورا إليه في عصره ، وكانت له تواليف بقي منها شيء ، فيها هذا الكتاب الّذي نقدّمه إلى القارئ الكريم.
وعلى هذا ، فإنّ من المناسب أن نصف الكتاب بأنه نفيس من حيث كونه مخطوطا في نفائس المخطوطات العربيّة ، نادرا أيضا ، وبأنّه نفيس من حيث موضوعه ومنهج مؤلفه ، ومادته ، وأسلوب مؤلّفه : في دقّته ، وغزارة معلوماته ، وقدرته على المحاورة والمناقشة والحجاج ، وفي الكشف عن جانب من النشاط الثّقافي والاجتماعيّ لمنتحلي العلم والمعرفة وحفظ التواريخ ، والسّير والأخبار.
وكان من توفيق الله تعالى أن أتيح لي الانتباه إليه في مخطوطات دار الكتب