مجموع نكت من بعض ما خص به نبيّنا عليهالسلام
من الكرامات ليلة الإسراء عند لقاء الكليم عليهالسلام وما كان بينهما من المراجعة والمحاورة في أمر الصّلاة (١). ثم ننبّه بعد ذلك على فضل هذه الطاعة العظيمة وتعدّد أعمالها على التّفضيل فروضا وسننا وأجورا لتتأكد على المصلّين الرّغبة في أدائها ، ويزدجر التّاركون لها لما فاتهم من خيرها ، ولما يتوقّعون من الوعيد على تركها ، إن شاء الله تعالى.
فإن [قال] قائل : لم اختصّ نبيّنا عليهالسلام موسى عليهالسلام بخبر الصّلاة وتفاوض معه فيها وهو في السّادسة ، وقد مرّ بإبراهيم عليهالسلام في السّابعة ، ولم يخبره بذلك مع أنه أب ، ومع قوله تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) [الحج : ٢٢ / ٧٨] فقد
__________________
(١) جاء في حديث الإسراء : «... فأوحى الله إليّ ما أوحى ؛ ففرض عليّ خمسين صلاة في كلّ يوم وليلة.
فنزلت إلى موسى صلىاللهعليهوسلم فقال : ما فرض ربّك على أمّتك؟ قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربّك ، فاسأله التّخفيف ، فإن أمّتك لا يطيقون ذلك ، فإنّي قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، قال ، فرجعت إلى ربّي فقلت : يا ربّ! خفّف على أمّتي. فحطّ عني خمسا. فرجعت إلى موسى فقلت :حطّ عني خمسا. قال : إنّ أمّتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف. قال : فلم أزل أرجع بين ربّي تبارك وتعالى وبين موسى عليهالسلام حتى قال : يا محمّد : إنّهنّ خمس صلوات كلّ يوم وليلة ، لكلّ صلاة عشر ، فذلك خمسون صلاة. ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشرا. ومن همّ بسيّئة فلم يعملها لم تكتب شيئا ، فإن عملها كتبت سيّئة واحدة.
قال : فنزلت حتّى انتهيت إلى موسى صلىاللهعليهوسلم فأخبرته فقال : ارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فقلت : قد رجعت إلى ربّي حتّى استحييت منه» صحيح مسلم ١ / ١٤٦ ، وانظر الحديث بتمامه ثمّة.