ابن حنظلة. وقيل : ماء (١). وفي مراصد الاطّلاع (٢) : بيضة : واحدة البيض لبني دارم ، وهي بالكسر ما بين واقصة إلى العذيب متّصلة بالحزن لبني يربوع. وذكر الطبري (٣) ، عن أبي مخنف ، عن عقبة بن العيزار : أنّ الحسين (عليه السّلام) خطب أصحابه وأصحاب الحرّ بالبيضة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيّها الناس ، إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : مَنْ رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله. ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله وحرموا حلاله ، وأنا أحقّ من غيري ، وقد أتتني كتبكم ، وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم أنّكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فإن أقمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم ؛ فأنا الحسين بن علي وابنُ فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، نفسي مع أنفسكم ، وأهلي مع أهليكم ، فلكم فيّ اُسوة. وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم ، وخلعتم بيعتي من أعناقكم ، فلعمري ما هي لكم بنكر ؛ لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم بن عقيل ، والمغرور مَنْ اغتر بكم ، فحظّكم أخطأتم ، ونصيبكم ضيّعتم ، ومَنْ نكث فإنّما ينكث على نفسه ، وسيغني الله عنكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». قال : ولمّا فرغ الحسين (عليه السّلام) من خطبته قام إليه نافع بن هلال الجملي (٤) ، وقال : يابن رسول الله ، أنت تعلم أنّ جدّك رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
__________________
(١) انظر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ـ ج ٢ ص ٣٣٩.
(٢) انظر عبد المؤمن مفتي الحنابلة ـ مراصد الاطلاع ـ ج ١ ص ١٩١ ، طبع أوربا.
(٣) انظر محمد بن جرير الطبري ج ٦ ص ٢٢٩.
(٤) هو نافع بن هلال المذحجي الجملي ، كان نافع سيّداً شريفاً ، سرياً شجاعاً ، وكان قارئاً كاتباً ، ومن حملة الحديث ، وكان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، شهد حروبه الثلاث : الجمل ، وصفين ، والنهروان. وعندما بلغه امتناع الحسين (عليه السّلام) من البيعة خرج إليه فاستقبله في الطريق ، وكان قد أوصى أن يتبع بفرسه المسمّى بالكامل ، فأتبع مع جماعة من أصحابه. قال أبو مخنف : كان نافع قد كتب اسمه على أفواق نبله ، فكان يرمي بها أهل الكوفة [وهو يقول :]