عذيب الهجانات فيما أفهمه من حديث سعد بن أبي وقاص. وللعماد الأصبهاني (١) من قصيدة يمدح المستضيء العباسي (٢) ، ويذكر العذيب بقوله :
يا حبّذا ماءُ العذيب وحبّذا |
|
بنطافهِ الغزرِ العذاب تمضمضى |
وجاء ذكر العذيب في شعر المتنبي (٣) ، وهي مطلع قصيدته التي يمدح بها سيف الدولة الحمداني (٤) يقول :
تَذَكَّرتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ |
|
مَجَرَّ عَوالينا وَمَجرى السَوابِقِ |
فصدرهما الشاعر الفحل ابن مطروح (٥) فقال :
إذا ما سقاني ريقَه وهو باسمٌ |
|
تذكّرت ما بين العُذيب وبارقِ |
ويذكرني من قدّه ومدامعي |
|
مجرّ عوالينا ومجرى السوابقِ |
__________________
(١) انظر العماد الأصبهاني ـ خريدة القصر وجريدة المصر ـ ج ١ ص ١٨ ، قسم العراق.
(٢) هو أبو محمد ، اسمه حسن ، الثالث والثلاثون من الخلفاء العباسيين. ولد سنة ست وثلاثين وخمسمئة ، أمّه أمّ ولد أرمنية اسمها غضة ، خلافته تسع سنين ونصف ، عاش تسعاً وعشرين سنة ، وتوفّي سنة ٥٧٥ هـ.
(٣) هو أحمد بن محمد بن الحسين ، أبو الطيّب المتنبي الجعفي الكوفي ، مفخرة من مفاخر الأدب العربي ، وشاعر حكيم ، لولا الشريف الرضي لكان أشعر العرب جمعاء. ولد بالكوفة ونشأ بالشام ، مدح الملوك والأمراء ، وهجا مَنْ هجا منهم بشعره. قيل : لمّا رجع من فارس قاصداً بغداد فالكوفة ، عرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه ، ومع المتنبي جماعة ، فاقتتلوا فقُتل أبو الطيّب وابنه محسد وغلامه مفلح بالقرب من دير العاقول.
(٤) هو سيف الدولة علي بن عبد الله ، أبو الهيجاء بن حمدان. وآل حمدان أمراء حلب. قال الثعالبي : كان بنو حمدان ملوكاً وأمراء ، أوجههم للصباحة ، وألسنتهم للفصاحة ، وأيديهم للسماحة ، وعقولهم للرجاحة. وسيف الدولة مشهور بسيادتهم ، وواسطة قلادتهم. وكان شاعره المتنبي ، وكاتبه كشاجم ، وخطيبه ابن نباتة ، وكان مؤدّبه ابن خالويه ، وكان قائد جيشه وأميري السيف والقلم ابن عمّه أبو فراس الحمداني (ره). كانت ولادة سيف الدولة سنة ثلاث وثلاثمئة ، ووفاته سنة سبع وخمسين وثلاثمئة ، ودفن عند أمّه بميافادفين (رحمه الله).
(٥) هو يحيى بن عيسى ، جمال الدين بن مطروح ، ولد بأسيوط ،