جزيرة العراق ، أي على ضفاف دجلة والفرات. ولا يقلّ عدد ما فيه منها عن عشرة ملايين نخلة (١). والمواشي كثيرة في العراق ، وهي من أجود الأنواع. والأرض منبسطة لا تحتاج إلى تقصيب ، وهي صفراء اللون ، وفيها كثير من الجير (الكلس) ؛ ولذاك يسهل إصلاحها وحرثها وتنعيمها. وتكثر الآن أنجم عرق السوس ، والنباتات الشائكة من الفصيلة القرنية ، وفي المستنقعات أشجار الحور والصفصاف.
(الميامين) : مفردها ميمون ، وهو ذو اليمن والبركة. و (الورى) : أي الخلق. وأبو الورى كنية الدهر. فأصحاب الحسين (عليه السّلام) ـ وأيم الحقّ ـ هم ميامين هذا الخلق ، والصفوة من الناس وقتئذ. وقد صحبوا الحسين (عليه السّلام) في سفره إلى العراق ، ولم يفارقوه حتّى رُزقوا الشهادة بين يديه (رضوان الله عليهم). قال فيهم الأزري (قُدّس سرّه) (٢) :
همُ الأسودُ ولكنّ الوغى أجمُ |
|
ولا مخالبَ غير البيضِ والسمرِ |
وقال آخر :
وإذا الجدبُ جاء كانوا غيوثاً |
|
وإذا النقعُ ثارَ ثاروا اُسودا |
__________________
(١) إنّ عدد النخل في عصرنا يُعد بأضعاف ما ذكر. وقد أفردت كتاباً فيه أسميته (النخلة) ، مخطوط ، وقد قرأت في مجلة الزراعة العراقية أنّ في العراق هذا الوقت نحواً من خمس وثلاثين مليون نخلة ، وربّما يُعادل ثلث ما في العالم من النخيل. ويذكرون أنّ أكبر بقعة يكثر فيها النخل العراق ، ويكثر النخل في وسط العراق وجنوبه. والألوية التي يكثر فيها النخل هي لواء الحلّة ، وكربلاء ، والديوانية ، والمنتفك ، والبصرة ، وأكثره في لواء البصرة ؛ حيث بها اليوم ما ينوف على العشرة ملايين نخلة ، وربما يصدّر العراق إلى الخارج أكثر من ثلاثمئة ألف طن سنوياً من ثمره غير الذي يستهلك داخل القطر.
(٢) هو المغفور له الشيخ كاظم ابن الحاج محمد ابن الحاج مراد ابن الحاج مهدي بن إبراهيم بن عبد الصمد بن علي التميمي الأزري البغدادي ، شاعر العراق وقتئذ. توفي غرّة جمادي الأولى ١٢١١ هـ ، وقبره في الكاظمية في البيت الذي دُفن فيه علم الهدى السيّد المرتضى.