وكأنّ الإله قال لهم في ال |
|
حربِ كونوا حجارةً أو حديدا |
وللسيّد حيدر الحلّي (ره) :
سمةُ العبيدِ من الخشوع عليهمُ |
|
للهِ أن ضمّتهمُ الأسحارُ |
وإذا ترجلّت الضحى شهدت لهمْ |
|
بيضُ الصوارمِ أنّهم أحرارُ |
وكأنّ الشاعر الأندلسي عناهم بقوله :
ساروا فودّعهم طرفي وأودعهمْ |
|
قلبي فما بعدوا عنّي ولا قربوا |
هم الشموسُ ففي عيني إذا طلعوا |
|
في القادمينَ وفي قلبي إذا غربوا |
* * *
وقد أتى بسَيره منازلاً |
|
حصباؤها قد فاخرت شُهبَ السما |
قلت : أتى الحسين (عليه السّلام) في طريقه إلى العراق منازل مشهورة معروفة محدودة. فبعضها اجتازها ولم ينزل بها ، والبعض بات بها ليلته ، وبعضها قال بها ، أي (حلّ بها وقت القيلولة) وظعن منها إلى غيرها. وعددها كما ذكرناه في (المقصورة). قال أرباب السير : ولمّا خرج الحسين (عليه السّلام) من مكّة اعترضه يحيى بن سعيد (١) بن العاص ومعه جماعة كان قد أرسلهم أخوه عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق ، فقالوا له : انصرف وإلاّ منعناك. فأبى عليهم الحسين (عليه السّلام) ومضى. قال : وتدافع الفريقان ، واضطربوا بالسياط ، وامتنع الحسين (عليه السّلام) وأصحابه امتناعاً قوّياً. وذكر الطبري (٢) ، عن أبي مخنف قال : حدّثني الحارث بن كعب الوالبي ، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قال : لمّا خرجنا من مكّة كتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليه السّلام) إلى الحسين بن علي مع ابنيه عون ومحمد (٣) : أمّا بعد ، فإنّي أسألك بالله لما انصرفت عن هذا الوجه حين تنظر في كتابي هذا ؛ فإنّي
__________________
(١) يحيى بن سعيد : هو أخو عمرو بن سعيد الأشدق ، الوالي على مكّة من قبل يزيد بن معاوية.
(٢) انظر ابن جرير الطبري ٦ / ٢١٩.
(٣) عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليهم السّلام) ، اُمّهما زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، قُتلا مع خالهما الحسين يوم الطفّ.